منتدى بربيح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
القرآن الكريمموقعناالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكورة بربيح

 

 غزوة بدر حرب دفاعية خالصة من العدوان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
القائد العام
القائد العام
Admin


تاريخ التسجيل : 29/08/2008
الاقامة : الجزائر
الجنس : ذكر
المشاركات : 2981
السٌّمعَة : 4

غزوة بدر حرب دفاعية خالصة من العدوان Empty
مُساهمةموضوع: غزوة بدر حرب دفاعية خالصة من العدوان   غزوة بدر حرب دفاعية خالصة من العدوان Emptyالجمعة سبتمبر 07, 2012 9:39 pm


معركة بدر حرب دفاعية خالصة من العدوان
الدكتور فهمي عبد الجليل



عندما خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه معركة بدر الكبرى لم يكونوا أبدا في موقف العدوان , ولا في موقف من يسعى إلى الحرب ,أو يتمنى لقاء العدو , ولم يتحرك هو وأصحابه من أجل دنيا يصيبها أو مغنم يتطلع إليه , وإنما كانت كل خطواتهم من أجل حماية الإسلام والمسلمين من العدوان ؛ امتثالا لقوله تعالى :" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " ( البقرة :190).

هكذا اختار الله ـ سبحانه ـ لهم أفضل مما كانوا يودون , وكان هذا الاختيار لصالحهم , ولصالح الإسلام , فلو عادوا إلى المدينة بدون قتال لتطاول عليهم المشركون , واتهموهم بالخوف والجبن , ولضاعت هيبتهم بين القبائل , بل وداخل المدينة نفسها , التي كانت لا تزال مشحونة بالعدو القريب من المنافقين واليهود , وربما نقض هؤلاء عهودهم وتحالفوا مع قريش ضدهم , كما حدث فيما بهد , في ظروف كانت أفضل لصالح المسلمين .

وكان ثبات المسلمين في بدر أمام جموع تفوقهم عددا وعدة من قريش , والنصر الذي أنجزه لهم ربهم , كان ذلك مكسبا عظيما لدولة الإسلام الناشئة الصغيرة وسط جموع حاشدة من أعدائها من اليهود والمنافقين والمشركين ..

ومع البشرى التي ساقها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بإحدى الطائفتين , لم يكن القتال اختيارا له , وإيثارا للحرب على السلام ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يدرك أن إراقة الدماء ربما تشعل غريزة العداء له ولأصحابه في نفوس مشركي قريش , وربما توسع دائرة العداء والصراع ضد الإسلام , ودولته لا تملك من أسباب القوة ما تتصدى به لأعدائها ..

لذلك حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم تجنب القتال في بدر , وأرسل إلى قريش عمر بن الخطاب , يذكرهم بما بينه وبينهم من رابطة الدم والنسب , وأنه يكره أن يقاتلهم أو يقاتلوه , يقول لهم : ارجعوا , فلأن يلي هذا الأمر (القتال ) مني غيركم أحب إلي من أن تلوه مني , وأن أليه من غيركم أحب إلي من أن ألوه منكم .

ومال بعض العقلاء من قريش إلى الكف عن القتال , وقبول المهادنة , ومنهم عتبة بن ربيعة , وعمير بن وهب , وحكيم بن حزام , فقالوا لمن معهم من قريش : لقد عرض عليكم نصفا ( إنصافا ) فاقبلوه , والله لا تنتصرون عليه بعدما عرض عليكم النصف , لكن أبا جهل أبى أن ينصت لصوت العقل والحكمة , وظن أن هذه فرصة للقضاء على محمد وأصحابه , فقال : والله لا أرجع, ولا نطلب أثرا بعد عين , ولا يعترض لعيرنا بعد هذا أبدا

وجلس " عتبة بم ربيعة " على جمله , وأخذ ينادي في قومه : يا قومي أطيعوني , ولا تقاتلوا هذا الرجل وأصحابه , واجعلوا جبنها بي , فإن منهم رجالا قرابتهم قريبة , ولا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أبيه أوأخيه , فيورث ذلك بينكم شحناء وأضغانا , ولن تخلصوا إلى قتلهم حتى يصيبوا منكم عددهم , مع إني لا آمن أن تكون الدائرة ( الهزيمة ) عليهم .

وكادت قريش تستجيب لنصيحة عتبة , لولا أن اشتعل الحقد والحسد في صدر أبي جهل , وظن أن استجابة الناس لرأي عتبة , وعودتهم سالمين إلى مكة , سيجعله سيدا لقريش دون منازع , وكان عتبة حسن المنظر جميلا مهيبا في نظر قريش , فأفسد عليه رأيه , بل أفسد على قريش استجابتها لحكمته , فاتهم عتبة بأنه لا يصنع ذلك حبا لقريش , ولا رغبة في سلامة أبنائها , وحقن دمائهم , وأن ما يدفعه إلى ذلك خوفه على ابنه أبي حذيفة, وكان مع المسلمين , وخوفه أيضا على ابن عمه محمد , كما اتهمه بالجبن والخوف من الحرب , فاشتعلت الحمية في نفس عتبة , ورد عليه قائلا : ستعلم أينا أجبن وألأم , وستعلم قريش من الجبان المفسد لقومه .

وذهب أبو جهل إلى عامر بن الحضرمي الذي قتل أخوه في "بطن نخلة" بأيدي نفر من المسلمين , وكذب على عتبة ليستثير حفيظته للحرب , فقال له : زعم عتبة أنك قبلت دية أخيك , ألا تستحيي من قبول الدية , وقد قدرت على أن تثأر لأخيك !.

وأصمّت قريش آذانها عن نصيحة أخرى قدمها " عمير بن وهب " الذي حذرهم من قتال المسلمين , وقال لهم : إنهم قوم لا منعة لهم , ولا ملجأ إلا سيوفهم , والله ما أرى أن يُقتل منهم رجل حتى يَقتل منا رجلا , فإذا أصابوا منكم عددهم , فما خير العيش بعد ذلك ؟!.

ولم يكتف رسول الله بالرسالة الشفهية التي بعث بها إلى قريش أملا في أن يجنحوا إلى السلم , وإنما قدم موقفا عمليا , يظهر به ميله إلى السلم , وإيثار العافية ,حين أقبل منهم نفر يتحدون جماعة المسلمين , ويحاولون استثارتهم للقتال , فأقبلوا إلى الحوض الذي بناه المسلمون , ليوفروا الماء لهم ولماشيتهم , فأراد المسلمون أن يمنعوهم من الوصول إليه , فنهاهم عن ذلك وقال لهم : دعوهم , فوردوا الحوض وشربوا منه .

وحققت خطة أبي جهل ثمرتها المرة , فاستثار عامر بن الحضرمي , فوقف بين القوم يحثو التراب على رأسه , وتكشف وصرخ واعمراه !! يريد أن يخزي عتبة , ويعيره بأنه نقض ذمته مع أخيه , ولم يثأر له , وكان هو وأخوه حليفين لعبد شمس ـ قوم عتبة بن ربيعة ـ وأقسم عامر ألا يعود إلى مكة حتى يقتل من أصحاب محمد , ثم تقدم وهجم على المسلمين , وشاركه في هجومه " عمير بن وهب " وحاولا أن يحدثا خللا في صف المسلمين , لكنهم ثبتوا في مواقعهم , وحافظوا على صفهم , ونشبت المعركة , ودار القتال بين الطائفتين " فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة " .

فئة تدافع عن أمنها وسلامتها وعقيدتها , وأخرى معتدية , يقودها غرور القوة والحرص على الانتقام , والقضاء على الإسلام , وفئة صاحبة حق ومبدأ تدافع عنه , وأخرى تنكرت لكل حق , وكل مبدأ , وظنت أن القوة وحدها يمكن أن تحسم المعركة لصالحها , فتفرض هيمنتها وظلمها على الآخرين الذين لا يدينون بما تدين به من خرافة وباطل .

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ألا يسلوا السيوف حتى يغشاهم عدوهم , فأعدوا قسيهم , وترس بعضهم عن بعض بصفوف متقاربة , لا فرج بينها , وقد سل عدوهم السيوف ..

وتحول عتبة بن ربيعة عن رأيه إلى رأي أبي جهل , فتقدم مع ابنه الوليد , وأخيه شيبة , وطلبوا مبارزة أكفائهم من المسلمين , فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من بني هاشم بقتالهم , هم حمزة بن عبد المطلب , وعلي بن أبي طالب , وعبيدة بن الحارث , قائلا لهم : قاتلوا هؤلاء الذين جاءوا بباطلهم , ليطفئوا نور الله .

وأخذ أبو جهل يحرض قومه على القتال بعدما قتل عتبة وأخوه وابنه , ويقول لهم : لا يهولنكم مقتل عتبة وشيبة والوليد , فإنهم عجلوا وبطروا حين قاتلوا , وايم الله لا نرجع اليوم حتى نقرن محمدا وأصحابه بالحبال , منّته نفسه أماني خادعة , فقدم حياته ثمنا لكفره وعناده ؛ ليشتري بها نار جهنم وبئس المصير .

وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من الحصباء , فرمى بها القوم , وقال : شاهت الوجوه ! اللهم أرعب قلوبهم , وزلزل أقدامهم ! فانهزم أعداء الله , لا يلوون على شيء , والمسلمون يقتلون ويأسرون , وما بقي من المشركين أحد إلا امتلأ وجهه وعيناه ترابا .

المصدر : موقع التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة بدر حرب دفاعية خالصة من العدوان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بربيح :: ۞ منتديات الدين الاسلامي الحنيف ۞ :: التاريخ العالمي والإسلامي-
انتقل الى: