موضوع: سلسلة الوقفات العشر من كتاب رب البشر : الوقفة الاولى الجمعة مارس 01, 2013 11:45 am
الوقفة الأولى :
قال الله تعالى: { ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}
هذه الآية ليست إلا تقعيد وتثبيت وترسيخ لأمر عظيم في حياة المؤمنين إن هم حادوا عنه .. وابتغوا غيره ضلوا عن سواء السبيل .. ومن يعتصم بـــــــــــــــــــــــــــــــالله ? إنه الإرشاد الرباني والدلالة الإلهية إلى ما يكون به الفوز والفلاح والتمكين والنجاح ..
هل تأملت يومًا في معنى الإعتصام بالله؟؟ هل تساءلت يومًا عن عاقبة الإعتصام بالله ؟؟ هل استوقفك يومًا ذكر من الأذكار الثابتةالصحيحة التي فيها اعتصام بــــالله ؟؟ ألست تردد عند خروجك من المسجد ( اللهم إني أسألك من فضلك،اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ) ؟؟
لازلت أسمع الهاتف الرباني وأراه أمامي في معنى عميق تكتنفه هذه الآية ? ومن يعتصم بـــالله ?
كلما رأيت من يحيد عن طريق الصواب .. من يبني دينه على شواذ عالم من العلماء رغم أن ذات العالم يحرم أ
مرًا يراه المتبع حلالا فسبحان
من أضلهم عن قوله في الغناء ( على سبيل المثال ) وجعلهم متمسكين بشواذه .. ويفخرون بكونها شواذا !! كلما رأيت من اعتصم بغير الله فأذله الله !! هاهم اليوم سلاطين الأرض وحكامها يتهاوون الواحد تلو الآخر ،والعالم كله يشاهد ذلتهم لأنهم اعتصموا بغـــــير الله ..
كلما رأيت من آوى إلى ركن ضعيف وترك الركن الشديد الذي من اعتصم به كفاه سبحانه وتعالى ومن يعتصم بالله ? هذه ( من ) للشرط، أي: من اعتصم بــالله فلينتظرعاقبة ستحصل له .. وهذا وعد من الله .. ومن أصدق من الله قيلا ..
هذا الاعتصام بالله هو عمل قلبي قبل كل شيء ولذلك لا يطيقه إلا القلوب المؤمنة التي رباها القرآن واحتضنتها السنة المطهرة، لم تربها ذوات أشخاص وكلمات براقة وشعارات خاطفة للأبصار .
بل قلوب امتلأت بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلا ةوالسلام حتى سارت منها مسار الدم في العروق ..
هذا الاعتصام لعظمته وعلو قدره وعد الله سبحانه وتعالى عليه بعاقبة عظيمة جليلة رفيعة القدر والمقام .. فقد هـــــــــدي ? يا الله .. ياالله .. هل هناك مطلب يرجوه المؤمن أعظم من الهدايــــــــــــة؟؟
أيها القارئ.. فلتتأمل كيف أننا نردد طلب الهداية في صلاتنا مراراً وتكراراً،اهدناالصراط المستقيم ? بل تأمل معي من الذي وعدك بالهداية ؟؟ إنه الله جـل جلالـــه .. إنه الله جل جلالــه .. إنه الله جل جلالـــــــــــــه ..
هل تستشعر معنى ( هداية الله للعبــــد ) ؟؟!! ثم أنخ مطيتك عند قول الله: (هــــــــدي) ففي الكلمة لطيفة عجيبة.. حيث أن الله عز وجــــل لم يقل ( فقد هداه الله ) بل قال: فقد هــــدي ? فالعبــد الذي اعتصم بالله يعرف بمن اعتصم .. فلا حاجة إلى أن يبين الله هنا من الذي هداه ؟!
إنها العلاقة القوية المتينة بين العبد و ربه .. إنها العلاقة التي لا ترتبط بحال أو منحة أو أعطية أو هبـــــة .. إنها العلاقة الوطيدة بين العبد الضعيف والرب القوي .. بين العبدالمملوك والرب المالك .. بين العبد الحقير والرب العزيز .. بينك وبـــــــــــين الله !!!
إلى ماذا هدي يارب العالمين ؟ قال الله تعالى: (إلى صراط مستقيم) ? وتنكير الصراط هنا ( أعني كونها جاءت نكرة ) يفيد العموم كمايقول أهل اللغــــــة .. فالعاقبة هي الصراط المستقيم في كل شيء مهماكانت أفعال وصنائع من حولك من شطحات وبواقع ( أي : طوام ) فإن الله وعدك بالهدايةإلى الصراط المستقيـــــم .. فقط لأنك عرفت ربك فاعتصمت به .. فقط لأنك على يقين بما تقرأه في كتابه .. ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ? ..