الرأي قبل شجاعة الشجعان

مناسبة القصيدة : الرأي قبل شجاعة الشجعان
غزا سيف الدولة من حلب وأبو الطيب معه، وقد أعد الآلات لعبور أرسناس، فاجتاز بحصن الران وهو في يده. ثم اجتاز ببحيرة سمنين ثم بهنزيط. وعبرت الروم والأرمن أرسناس. وهو نهر عظيم لا يكاد أحد يعبره سباحة إلا جره وذهب به لشدته وشدة برده، فسبح الخيل حتى عبرته خلفهم إلى تل بطريق. وهي مدينة لهم. فغرق جماعة. وأحرق تل بطريق وقتل من وجد بها. وأقام أياماً على أرسنساس وعقد بها سماريات يعبر السبي فيها.
ثم قفل، فاعترضه البطريق في الدرب بالجيش. وارتفع في ذلك الوقت سحاب عظيم. وجاء مطر جود. ووقع القتال تحت المطر، ومع البطريق نحو ثلاثة آلاف قوس. فابتلت أوتار القسى فلم تنفع. وانهزم أصحابه، ثم انهزم بعد أن قاتل وأبلى، وعلقت به الخيل فجعل يحمي نفسه حتى سلم.
فقال أبو الطيب هذه القصيدة وأنشدها لسيف الدولة بآمد، وكان دخوله إليها منصرفاً من بلاد الروم في آخر نهار يوم الأحد لعشر خلون من صفر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.




[الشروح : 4 ] 1 الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني

[الشروح : 5 ] 2 فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ حرَّةٍ بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

[الشروح : 7 ] 3 وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ

[الشروح : 7 ] 4 لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ

[الشروح : 5 ] 5 وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ

[الشروح : 6 ] 6 لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ

[الشروح : 5 ] 7 خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ

[الشروح : 4 ] 8 وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ

[الشروح : 5 ] 9 تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ

[الشروح : 5 ] 10 وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ

[الشروح : 5 ] 11 قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ

[الشروح : 5 ] 12 كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ

[الشروح : 6 ] 13 إِن خُلِّيَت رُبِطَت بِآدابِ الوَغى فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ

[الشروح : 8 ] 14 في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ

[الشروح : 4 ] 15 يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ

[الشروح : 5 ] 16 فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ

[الشروح : 5 ] 17 حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحاً يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ

[الشروح : 9 ] 18 يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ

[الشروح : 11 ] 19 وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ

[الشروح : 7 ] 20 رَكَضَ الأَميرُ وَكَاللُجَينِ حَبابُهُ وَثَنى الأَعِنَّةَ وَهوَ كَالعِقيانِ

[الشروح : 5 ] 21 فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فَوقَهُ وَبَنى السَفينَ لَهُ مِنَ الصُلبانِ

[الشروح : 7 ] 22 وَحَشاهُ عادِيَةً بِغَيرِ قَوائِمٍ عُقمَ البُطونِ حَوالِكَ الأَلوانِ

[الشروح : 6 ] 23 تَأتي بِما سَبَتِ الخُيولُ كَأَنَّها تَحتَ الحِسانِ مَرابِضُ الغِزلانِ

[الشروح : 5 ] 24 بَحرٌ تَعَوَّدَ أَن يُذِمَّ لِأَهلِهِ مِن دَهرِهِ وَطَوارِقِ الحَدَثانِ

[الشروح : 5 ] 25 فَتَرَكتَهُ وَإِذا أَذَمَّ مِنَ الوَرى راعاكَ وَاِستَثنى بَني حَمدانِ

[الشروح : 5 ] 26 المُخفِرينَ بِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ ذِمَمَ الدُروعِ عَلى ذَوي التيجانِ

[الشروح : 6 ] 27 مُتَصَعلِكينَ عَلى كَثافَةِ مُلكِهِم مُتَواضِعينَ عَلى عَظيمِ الشانِ

[الشروح : 10 ] 28 يَتَقَيَّلونَ ظِلالَ كُلِّ مُطَهَّمٍ أَجَلِ الظَليمِ وَرِبقَةِ السَرحانِ

[الشروح : 5 ] 29 خَضَعَت لِمُنصُلِكَ المَناصِلُ عَنوَةً وَأَذَلَّ دينُكَ سائِرَ الأَديانِ

[الشروح : 10 ] 30 وَعَلى الدُروبِ وَفي الرُجوعِ غَضاضَةٌ وَالسَيرُ مُمتَنِعٌ مِنَ الإِمكانِ

[الشروح : 5 ] 31 وَالطُرقُ ضَيِّقَةُ المَسالِكِ بِالقَنا وَالكُفرُ مُجتَمِعٌ عَلى الإيمانِ

[الشروح : 7 ] 32 نَظَروا إِلى زُبَرِ الحَديدِ كَأَنَّما يَصعَدنَ بَينَ مَناكِبِ العِقبانِ

[الشروح : 9 ] 33 وَفَوارِسٍ يُحَيِ الحِمامُ نُفوسَها فَكَأَنَّها لَيسَت مِنَ الحَيَوانِ

[الشروح : 6 ] 34 ما زِلتَ تَضرِبُهُم دِراكاً في الذُرى ضَرباً كَأَنَّ السَيفَ فيهِ اِثنانِ

[الشروح : 5 ] 35 خَصَّ الجَماجِمَ وَالوُجوهَ كَأَنَّما جاءَت إِلَيكَ جُسومُهُم بِأَمانِ

[الشروح : 6 ] 36 فَرَمَوا بِما يَرمونَ عَنهُ وَأَدبَروا يَطَؤونَ كُلَّ حَنِيَّةٍ مِرنانِ

[الشروح : 7 ] 37 يَغشاهُمُ مَطَرُ السَحابِ مُفَصَّلاً بِمُثَقَّفٍ وَمُهَنَّدٍ وَسِنانِ

[الشروح : 8 ] 38 حُرِموا الَّذي أَمِلوا وَأَدرَكَ مِنهُمُ آمالَهُ مَن عادَ بِالحِرمانِ

[الشروح : 7 ] 39 وَإِذا الرِماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ شَغَلَتهُ مُهجَتُهُ عَنِ الإِخوانِ

[الشروح : 5 ] 40 هَيهاتَ عاقَ عَنِ العِوادِ قَواضِبٌ كَثُرَ القَتيلُ بِها وَقَلَّ العاني

[الشروح : 5 ] 41 وَمُهَذَّبٌ أَمَرَ المَنايا فيهِمِ فَأَطَعنَهُ في طاعَةِ الرَحمَنِ

[الشروح : 5 ] 42 قَد سَوَّدَت شَجَرَ الجِبالِ شُعورُهُم فَكَأَنَّ فيهِ مُسِفَّةَ الغِربانِ

[الشروح : 6 ] 43 وَجَرى عَلى الوَرَقِ النَجيعُ القاني فَكَأَنَّهُ النارَنجُ في الأَغصانِ

[الشروح : 7 ] 44 إِنَّ السُيوفَ مَعَ الَّذينَ قُلوبُهُم كَقُلوبِهِنَّ إِذا اِلتَقى الجَمعانِ

[الشروح : 5 ] 45 تَلقى الحُسامَ عَلى جَراءَةِ حَدِّهِ مِثلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ

[الشروح : 6 ] 46 رَفَعَت بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَت قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ

[الشروح : 5 ] 47 أَنسابُ فَخرِهِمِ إِلَيكَ وَإِنَّما أَنسابُ أَصلِهِمِ إِلى عَدنانِ

[الشروح : 5 ] 48 يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ

[الشروح : 3 ] 49 فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني