ثيراً ما يتم تنفيذ كثير من الأعمال في الشركات ضمن قنوات منفصلة، لذا ننسى أمر المهارات المشتركة التي بالإمكان الاستفادة منها في المؤسسة عموماً.
ومن بين هذه المهارات إدارة المحافظ، أي تطبيق الأدوات التنظيمية للحد من المخاطر وزيادة العائد على الاستثمار.
ودرجت العادة على ربط إدارة المحافظ بالاستراتيجيات المالية، فبدلاً من وضع الأموال في مكان واحد، يمكن توزيعه وتكوين محفظة استثمارية متنوعة.
وبعد ذلك تصبح إدارة المخاطر والعائد على الاستثمار من خلال تعديل مزيج الاستثمارات وحجمها ممكنة، بما أنه من المستبعد أن ترتفع جميعها أو تنخفض بالمقدار نفسه.
ولكن ما لا يدركه كثير من الأشخاص هو أنه بالإمكان تطبيق هذه العملية المدروسة في نواحٍ أخرى من الشركة، مثل الابتكار والموهبة والمبيعات.
فنجد أن الشركات التي تبتكر بشكل دائم، مثل «ثري إم» و«أبل»، تحرص على عدم الاستثمار في موضع واحد، وتتجه بدلاً من ذلك إلى إنشاء محافظ ابتكار في مشاريع لا تزال في بداياتها، وتشمل أنواع تكنولوجيا مختلفة، وتركز على أسواق عدة.
وتدير هذه الشركات محافظها عبر توزيع مواردها بشكل مختلف، مثل توقيف بعض المشاريع مؤقتاً ومضاعفة استثمارها، في الوقت نفسه، في مشاريع أخرى. وأما الموهبة، فلاشك في أن الأشخاص هم أصول بحاجة إلى إدارة، قد يكون هذا الوصف خالياً من أي اعتبار إنساني، ولكنّ المديرين الجيدين يحرصون على الجمع ضمن الفريق الواحد بين موظفين ذوي أداء جيد وآخرين متميزين، بحيث تختلف مواطن قوتهم ومستويات تطور مهاراتهم.
وعلى صعيد المبيعات، يحرص مندوبو المبيعات الأكثر كفاءة على تنوع أهدافهم، بحيث يكون عدد كبير من عملائهم المستهدفين في مرحلة الاتصال الأولى، وعدد آخر أقل في مرحلة اقتراح عمليات البيع عليهم، وقلة قليلة في مرحلة ما قبل إبرام الصفقة معهم.
ولابد من الإشارة إلى أن الشركات التي تتميز بقدرات بيع قوية، مثل «ميرك» و«سيسكو»، تقوم دائماً بتعديل أهداف مبيعاتها من حيث مزيج المنتجات، والجغرافيا وقسم العملاء والمرحلة في دورة البيع.
وبالإمكان أيضاً، تطبيق منطق إدارة المحافظ في مجالات أخرى كثيرة، مثل إدارة الاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات وتنظيم مشاريع التحسين المستمر.
