د / محمد عمارة
يصف القرآن الكريم نبي الله لوطًا ـ عليه السلام ـ بأنه :
1ـ العبد الصالح .. صاحب العلم والحكمة والحكم : "ولوطا آتيناه حُكما وعلما.." الأنبياء : 74
{وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين} الأنبياء : 75 .
2 ـ والناهي عن الفحشاء والمنكر": {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين" الأعراف : 80.
3 ـ والمتطهر :" وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" ـ الأعراف : 82.
4ـ والذي نجاه الله :"لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين" العنكبوت : 32
تلك هي صفات نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ في القرآن الكريم .. إنه : العبد الصالح .. صاحب العلم والحكمة .. والناهي عن الفحشاء والمنكر .. والمتطهر من الذنوب والآثام التي كان يرتكبها قومه ـ في سدوم ـ .. والذي نجاه الله وأهله من العذاب الذي أنزله بسدوم وأهلها ..
فما هي صورة هذا النبي الكريم ـ ابن أخ أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ .. ما هي صورته وصفاته في أسفار العهد القديم ؟
صورة لوط في العهد القديم:
يفتري كَتَبَةُ أسفار العهد القديم ـ الذين بدلوا كلام الله .. وحرفوه عن مواضعه ـ على نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ فيزعمون أنه قد سكِر .. وزنى بابنتيْه
فبعد ..
• اشتراك لوط مع إبراهيم في الرحلة إلى مصر
• وبعد شهوده ـ كما زعموا ـ قبّحهم الله ـ كذب عمه إبراهيم .. ودياثته ، من أجل الغنم والحمير والجمال والعبيد !!
• وبعد أن نال لوط ما نال ـ هو الآخر ـ من غنم المصريين وحميرهم ـ تكون تكوين 13 : 5
ها هو يقع في السكر والزنا بتدبير ابنتيْه ، اللتين نجاهما الله بمعجزة من الدمار الذي حدث لسدوم !
فلقد جاء في سفر التكوين 9 : 30 ـ 38 “وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه . لأنه خاف أن يسكن في صوغر . فسكن في المغارة هو وابنتاه ..
وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض . هلمّ نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه . فنحيي من أبينا نسلاً .
فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها .. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها .
وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة : إني قد اضطجعت البارحة مع أبي . نسقيه خمرًا الليلة أيضًا فادخلي واضطجعي معه . فنحيي من أبينا نسلاً ..
فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة أيضًا .. وقامت الصغيرة واضطجعت معه .. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها .
فحبلت ابنتا لوط من أبيهما . فولدت البكر ابنًا ودعت اسمه موآب . وهو أب الموآبيين إلى اليوم .. والصغيرة أيضًا ولدت ابنًا ودعت اسمه بثن عمى . وهو أبو بني عمون إلى اليوم”
وهنا نسأل :
ـ هل هذا ممكن عقلاً ؟! .. فضلاً عن أن يكون جائزًا دينًا .. وبالنسبة للأنبياء ؟! هل يمكن أن يمارس السكران الجنس دون أن يدري ؟ !
أم هي خيالات ثقافة الدياثة ، التي تشرع لزنا المحارم .. والتي دنست وتدنس سيرة الأنبياء والمرسلين ؟!
وهل ينجب “الشيخ” لوط ؟ ! .. وقصة إبراهيم “الشيخ” تقول بفوات “الشيخ” زمن الإنجاب .. {قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب} هود : 72
وكيف لم يسأل لوط ـ الذي لم يشعر بجماعه لابنتيه ـ .. كيف لم يسألهما : من أين جاءهما الحمل والإنجاب ؟ !
لكنها ثقافة الدياثة .. ونزع العصمة عن الأنبياء والمرسلين .. تلك التي سطّرها أحبار اليهود في أسفار العهد القديم .. فوضعوا بذلك لبنة قبيحة في ثقافة الازدراء للأنبياء والمرسلين !!